السبت 20 ابريل 2024

حافظوا على ما تبقى من شباب ودول

أخرى5-1-2021 | 15:17

كُلّما تعمقت في الدراسة والاطلاع والقراءة عن الجماعات المتطرفة وخاصة جماعة الإخوان الإرهابية ومنهاجها وأسلوبها؛ أتعجب من خديعتهم للشباب المستقطب!.

 

كيف استطاع هؤلاء المضللين أن يدخلوا في روع شبابهم هذه الأوهام؟، كيف استطاعوا هم أن يرغموهم على أن يؤمنوا بالتزويرات التي تصطنع لهم؟، ويقنعوهم بالأكاذيب التي تقدم لهم علي أنها حقائق؟!، كيف استطاعوا أن يثيروهم على القوة الوحشية التي تسحق شبابهم؟!، فيصدقوهم ويرتموا في أحضانهم كما ترتمي الحملان في أفواه الذئاب، كيف لا يعلمون بأن تلك الجماعات ماهي إلا عصابات تجلّت في التزييف والتزوير وقلب نصاب الأمور؟!.

 

ثم كيف استطاع قادة الإرهاب أن يصبغوا هذا اللون الكاتم على شباب في عمر الزهور وينذروهم بالعودة إلى زمن الكفار بفعل خصومهم ويوهموهم بأنهم هم حماة الدين، ويستنهضوهم للدفاع معهم عن حقوق الإسلام المهدورة، ويستنفروهم لجهاد يتوج لمجزرة لم تر الإنسانية أحط منها؟!، فمات بعضهم مضحيًا بدمه في سبيل فكر خاطئ وضال.


ولكن، تلك هي مهاره السفهاء، وذلك هو سلاحهم الذي لا يفل.. إنهم لا يحاربون قبل أن يصنعوا راية معنوية تخفي أغراضهم الحقيقية، راية خفاقة بأسمى المبادئ والتديُّن يؤلبون تحتها كل نفس متحمسة للمُثُل العليا ونصرة الدين، ولكنهم في الباطن يحاربون من أجل غرض لا علاقة له بدين ولا مثل عليا، غرض هو إلى الغرائز الحيوانية أقرب وبشرائع الغابات أوثق!.. التطرف الديني وباء يدمر العالم ومرض يُصيب كل الديانات، فخرجت جماعات تدعي أنها تريد الحفاظ على عقيدة الإسلام، فكانت الإخوان وداعش مثالاً على استغلال إكسسوارات التدين لأغراض سياسية بحتة، ومن أجل تدمير الأمة العربية المسلمة وليس الحفاظ على الإسلام!.


نعلم أن خلف كل جماعة مسلحة تحارب الوطن العربي وتسعى إلى تفكيكه تركيا وقطر وإيران، اللواتي يرعين الاٍرهاب، وترضع كل جماعة تنادي بالحرب والفساد في الأراضي العربية رجب اردوغان قضى على اقتصاد تركيا وانهارت العملة التركية، بسبب دخوله في صراعات لا ناقة لتركيا فيها ولا جمل؛ من أرض سوريا كانت البداية وتبعتها ليبيا ومن قبل الدولتين كانت الأقلية الكردية التي تناضل من أجل حريتها وكرامتها، لكن تركيا في نضالها المزعوم تسعى لإعادة تدوير مفهوم الخلافة العثمانية من جديد مستغلة أوضاع صنعتها بنفسها وساهمت في تفاقمها عبر أذرعها الإعلامية والعسكرية والفكرية.


داعش وجماعة الإخوان المسلمين عقلهما واحد فالأولى جماعة مسلحة والثانية جماعة فكرية تدعم الأولى بالأفكار والأموال والتعبئة، يمول كلتا الجماعتين الإعلام المتطرف، الذي يغضّ الطرف عن الداخل في بلدان داعمة له ويحشر أنفه في قضايا لا تهم المواطن القطري الأصيل، في مطلع هذا العام توقفت الأرض بسبب وباء كورونا فأُجبرت البشرية على التباعد والتفارق القسري، لكن ومع كل ذلك فوباء كورونا ليس بأشد من وباء فيروسات الإرهاب المتسترة بالدين المتخفية في الظلام.


دعونا نستذكر الحدث القريب الذي حلّ بلبنان؛ فتفجير مرفأ بيروت لم يكن مصادفة، بل بفعل فعال مقابر جماعية وإصابات بالغة لم ينجو من قسوتها الأطفال، فهل سيترك العالم هذه الأحزاب والجماعات المتعصبة تدمر الأرض وتفتك بالبشرية؟!.


حزب الشيطان الذي استولى على لبنان بالعباءة الدينية وحاول خداع كل مسؤول حتى أفسده بالمال، فكانت النتيجة خروج لبنان من دائرة السلام ودخوله بنفق الفتنة والظلام!.


فحافظوا على ماتبقى من شباب ودول.