لا تزال قضية تمكين المرأة مجتمعيا واحدة من القضايا التى تحظى باهتمام الدولة المصرية على المستويات كافة، دلّ على ذلك التقرير السنوى الذى أصدرته وزارة التعاون الدولى لعام 2020، تحت عنوان "الشراكات الدولية لتحقيق التنمية المستدامة"، حيث أشار إلى أن تمكين المرأة وتحقيق تكافؤ الفرص يأتى كهدف رئيسى وفرعى فى العديد من المشروعات التنموية التى يتم تنفيذها ضمن المحفظة الجارية للوزارة والبالغ قيمتها بـ 25 مليار دولار، إذ أكّد التقرير بشكل دقيق على أن هذه المحفظة تولى اهتمامًا مباشرًا بتحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة والمتمثل فى تحقيق المساواة بين الجنسين، حيث خصصت له 13 مشروعًا بقيمة 82 مليون دولار.

ووفرت الوزارة خلال هذا العام فحسب ما يقارب من 7 ملايين دولار من خلال شركاء التنمية الثنائيين إسبانيا وكندا لمشروعين هما "برنامج المساهمة فى خلق فرص العمل للمرأة فى صعيد مصر"، و"برنامج التمكين الاقتصادى من أجل النمو الشامل والمستدام فى مصر". 

كما أطلقت الوزارة بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة والمنتدى الاقتصادى العالمى ما يعرف بـ "محفز سد الفجوة بين الجنسين"، وهو النموذج الأول من نوعه للتعاون بين القطاعين العام والخاص فى أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، وذلك بهدف مساعدة الحكومات والشركات على اتخاذ إجراءات حاسمة لسد الفجوات الاقتصادية بين الجنسين، وزيادة مشاركة المرأة فى القوى العاملة، وسد الفجوات بين الجنسين فى الأجور، ودفع المزيد من النساء إلى المناصب الإدارية والقيادية، والمساواة بين الجنسين فى مستقبل العمل.

وغنى عن القول إن أخذ البعد المتعلق بالنوع الاجتماعى فى المحافظ المالية لمختلف الوزارات المصرية يؤكد على أن قضية تمكين المرأة بصفة عامة وتمكينها اقتصاديا على وجه الخصوص لم يعد  مجرد شعارات؛ بل تعمل مختلف الأطراف بشكل مشترك نحو تحقيق التكافؤ بين الجنسين، ويعضد من ذلك الوجود الواسع للمرأة فى المناسب القيادية، إذ أسندت 8 وزارات مهمة للمرأة المصرية، بالإضافة إلى ما حققته المرأة من حصة فى البرلمان بغرفتيه (النواب والشيوخ) لترتفع نسبتها إلى ما يزيد عن 36% من نسبة المجلسين مجتمعين، ليؤكد كل ما سبق على أن النجاح الذى حققته الدولة المصرية، منذ الثلاثين من يونيو 2013، شاركت المرأة المصرية فى تحقيقه بنسب مرتفعة، مؤكدة بذلك المكانة المتميزة التى أضحت تحظى بها المرأة فى ظلّ قيادة سياسية تعى دورها، وتفهم مجتمعى يعرف أهميتها، ورؤية نسائية تدرك قدرها.