الأربعاء 24 ابريل 2024

حياة كريمة وحقوق الإنسان ‏

أخرى2-1-2021 | 16:35

عقب الانتقادات الأخيرة التي وجهها البرلمان الأوروبي لحالة حقوق الإنسان في مصر، ظهرت أصوات تتحدث عن ضرورة ‏مخاطبة الغرب بلغته وملاحقته بالحقائق والتطورات، ضمن حالة غير مفهومة من التراجع أمام ما يقوله الغرب حتي لو كان غير ‏منطقي ومبني على معلومات مضلله وتقارير غير مهنية، ويصبح العبء ملقي على الدولة ومؤسساتها أن تدافع عن نفسها وتعلن ‏عن جهدها لنيل استحسان لن يأتي أو تجنبا لانتقادات لن تتوقف لأنها تغطي على ضغوط سياسية مقصودة وموجهة لمحاصرة ‏نجاح الدولة المصرية وإشغالها بقضية إشكالية لا يمكن الوصول فيها إلى حد الكمال ولا حتى في الدول العظمى.‏

 

إذا كانت الدولة تبحث عن استحسان حقيقي لعملها على تحسين أوضاع حقوق الإنسان فيجب أن يأتي من الداخل من المواطن ‏المصري الذي تغيرت حياته بفضل السياسيات الاقتصادية الناجحة وخطط التنمية الطموحة، وبفضل صبره واحتماله لكثير من ‏القرارات الصعبة بدأت نسب الفقر والبطالة تتراجع ويحل محلها مبادرات تعزز من حقه في التنمية وجودة الحياة ورسختها أهداف ‏التنمية المستدامة ورؤية مصر2030 .‏

 

وبينما تعكف وزارة الخارجية المصرية مع باقي الأطراف المعنية على وضع الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، اطلق الرئيس ‏عبد الفتاح السيسي المرحلة الثانية لمبادرة حياة كريمة الناجحة بفضل تعاون الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والتي ‏أراها مبادرة حقوقية بالأساس لأنها بخلاف أنها تجسد رؤية الدولة لتحقيق العدالة الاجتماعية، تحقق ما جاء في نصوص العهد ‏الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية كحق الإنسان في المسكن الملائم وحقه في الحصول خدمات جيدة وتعامل ناجز مع الفقر ‏والبطالة .  

 

المرحلة الثانية من المشروع الذي حصل على إشادات أممية سابقة تصل إلى 50 مركزا على مستوي الجمهورية بإجمالي 1381 ‏وقد وفرت له الدولة حوالي 500 مليار جنيه لتطوير القري بالمحافظات وكان مستهدفاً في البداية 232 قرية، إلا أن الرئيس ‏وجه العمل في 50 مركزا في المحافظات المختلفة على مستوي الجمهورية بإجمالي 1381 قرية وقرر أن يتابع بنفسه مراحل ‏تنفيذها وهو ما يعني ان مؤسسات الدولة كلها ستتعاون من أجل إنجاحه.‏

 

المبادرة تقوم على دعم مشروعات التمكين الاقتصادي وتوفير فرص عمل وكذلك مشروعات متناهية الصغر في إطار تعزيز شبكة ‏الحماية الاجتماعية من الأسر الأولي بالرعاية وكذلك رعاية ذوي الإعاقة وتوفير بطاقات الخدمات المتكاملة لهم مع تكثيف برامج ‏التوعية والتوسع في فصول محو الأمية واطلاق قوافل الاكتشاف المبكر للإعاقة بالنسبة للأطفال الأقل من سن 5 سنوات في مختلف ‏القري المستهدفة.‏

 

لا يمكن لحملات التشويه والاستهداف والتربص بحالة حقوق الإنسان في مصر أن تخفي حقيقة التقدم الكبير في حالة الحقوق ‏الاقتصادية والاجتماعية، وتجسدت في مشهد القضاء على العشوائيات غير الآمنة ونقل سكانها إلي مشروعات سكنية حضارية ‏بأحياء الأسمرات وروضة السيدة وبشائر الخير والمحروسة، وشكّل التزامًا طوعيًا من مصر بما جاء في مصفوفة مفاهيم الحقوق ‏الاقتصادية والاجتماعية وفي مقدمتها الحق في السكن والصحة والتعليم ومكافحة الفقر والبطالة.

 

لقد حدد الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اليوم الأول لحكمه أن تقوم الدولة بواجباتها تجاه حقوق المواطن المصري انطلاقًا من ‏مفهوم المواطنة والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، وفق رؤية حددها خلال زيارته لفرنسا أكتوبر 2017 حيث رد ‏علي سؤال موجه من أحد الصحفيين حول وضع حقوق الإنسان في مصر، فقال: لا يجب أن نقصر حقوق الإنسان في الأمور ‏السياسية فقط، يجب الحديث عن حقوق الإنسان المصري في مجالات التعليم والصحة والإسكان أيضًا ونصح من يريد التحدث عن ‏حقوق الإنسان في مصر بزيارة القاهرة والتحدث مع المصريين على أرض الواقع، لافتًا إلي أن الكثير مما ينقل لهم غير صحيح، ‏موضحًا أن الرؤية قاصرة حول الحقوق السياسية فقط وإهماله لباقي الحقوق.

 

تلك الرؤية لقضية حقوق الإنسان تمت صياغتها بناء على ما حدده المواطن المصري نفسه وعبر عنه بأكثر من طريقة بدأت ‏بمطالبته بالعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة ووفق تلك المطالبات بدأت الدولة في تنفيذ عدد كبير من المبادرات الهادفة لتحسين ‏جودة الحياة  واعتمد الرئيس في تطبيق رؤيته لحقوق الإنسان على فكرة فرض الأمن والاستقرار لتحسين جودة معيشة المواطن ‏المصري، وهو ما تحقق بالتقدم الملحوظ في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة، والتنمية ‏المستدامة، والتوسع في منظومة الحماية الاجتماعية لغير القادرين بالتوازي مع إجراءات الإصلاح الاقتصادي. وكان التركيز الدائم ‏علي مساعدة الفئات الفقيرة والأكثر احتياجًا.

 

أفضل من يحكم على أوضاع حقوق الإنسان في مصر هو المواطن المصري البسيط صاحب المصلحة وليس أصحاب الهوي ‏السياسي .‏


    Dr.Randa
    Dr.Radwa