السبت 20 ابريل 2024

رسالة إلى ضيف ثقيل

أخرى28-12-2020 | 11:20

ارحل غير مأسوف عليك... سلبت أحبتنا وسعادتنا وأوقاتنا وأعمارنا... ارحل غير نادمين على مفارقتك... كفاك فتكًا بنا وبمن حولنا... أصابنا التعب ومللنا، ولم نجد ملجأ إلا الله نستعين به عليك... ارحل كفاك ما أخذت، ولتُبقِ لنا ما تبقى... حتى ولو كانت ذكرى نستحضرها لنتعظ بها.

أكثر شيء نفعله كل يوم هو العزاء والمواساة والدعاء لأقاربنا وأصدقائنا من ضحايا ومصابي فيروس كورونا، هذا الضيف الثقيل الذي حلَّ علينا دون مقدمات ولا سابق معاد، فرض نفسه دون استئذان، فكان له ما كان، أصاب وحصد أرواح الملايين حول العالم، أوقف الحياة بكل ما فيها، وأصبحت حالات الرعب لمجرد ذكر اسمه هي السائدة لدى الجميع.

مَنْ منا ليس لديه قريب أو صديق أو جار أو زميل في العمل أُصيب بهذا الفيروس الفتاك؟ مَنْ منا كان موجودًا في وسائل المواصلات يقف بجانبه شخص مصابٌ بالفيروس دون أن يعلم، أو أن يعلم الشخص المصاب ذاته بحمله الفيروس؟ مَنْ منا بمجرد شعوره بأعراض نزلات البرد العادية لم يجتاحه الرعب خوفًا من أن تكون إصابة بفيروس كورونا؟.

الإرشادات والنصائح كثيرة، وفي كل مكان تجدها معلقة، إلا أنه في أحيان كثيرة الحذر لا يمنع القدر، فابدأ بنفسك، ومحيط أسرتك، واتخذ كل الاحتياطات والإجراءات اللازمة لحماية نفسك وأسرتك وبالتالي حماية الآخرين ممن حولك، من وباء قاتل لا يفرق بين صغير أو كبير، لا يفرق بين صحيح أو مريض، لا يتوانى في أن يجتاح أكبر عدد كل يوم.

مع بارقة الأمل، وظهور لقاحات للفيروس، جاءت الصدمة الكبرى بتطور سلالة جديدة من الفيروس أشد فتكًا من المراحل الأولى، وكأننا على موعد مع الخوف والرعب والأحزان، لم يمهلنا القدر حتى نفرح ولو قليلًا بظهور اللقاح، حتى ولو بثمن مرتفع، كان كل ما يهمنا هو الشفاء من الفيروس والحفاظ على حياة المرضى، ولكن هيهات، مع انتهاء الموجة الثانية في أوروبا بدأت في مصر؛ فاشتدت أكثر وأكثر، حتى ارتفعت أعداد المصابين والوفيات في تطور مفاجئ للجميع.

لم يتبقَّ لنا إلا الأخذ في الاعتبار خطورة الموقف الحالي للفيروس حتى الآن، أخطر من المراحل الأولى، خاصة مع ظهور السلالة الجديدة، ومراعاة العمل بكل الاحتياطات من إجراءات احترازية للحفاظ على أنفسنا ومن حولنا، حتى نمر من هذه الأزمة التي ليس لها إلا الله ليرفعها عنا، ويبعد عنا هذا الوباء.