السبت 20 ابريل 2024

زفاف تحوَّل لصلحٍ بين الوحش وعبدالرحيم

أخرى27-12-2020 | 23:57

عرفت نبيه الوحش فى مطلع سنوات التسعينيات، اسمه دائم النشر فى صفحات الحوادث؛ فى دعاوى قضايا ضد نجوم  ومشاهير، صدرت منهم تجاوزات فى حق المجتمع، وكان يُطلق عليه ألقابٌ عديدة؛ منها بعبع الفنانين، الذين أصدر ضدهم أحكامًا واجبة النفاذ.

 

ولأن جذورنا جنوبية، كان التقارب الروحى بيننا كبيرًا، وصرت أُناديه بالخال؛ لما لمست فيه من شهامةٍ وكرمٍ ومحبةٍ معى ومع كل الزملاء فى بلاط صاحبة الجلالة، صار واحدًا منا، يعرف أخبارنا، يظهر فى كل المناسبات التى تمر بنا.

 

 وخلال سنوات رئاستى لتحرير "أخبار الحوادث"، تطوَّع مجانًا مرات عديدة للدفاع عن قضايا نُشرت بالجريدة تحمل قصص ضحاياها، لم يحصل فيها على مقابلٍ، بل تكفَّل بكل المصروفات الإدارية لإقامة الدعاوى؛ لأنه مؤمنٌ بقيمة التكافل المجتمعى، ولم يترك القضايا التى تطوَّع بالدفاع فيها إلا بعد حصول أصحابها على حقوقهم.

 

 ولأن "أخبار الحوادث" لها محبة وتقدير فى قلب الوحش؛  بسبب صداقته القوية مع الكاتب الراحل محمود صلاح، رئيس تحرير الجريدة فى السنوات العشر الأولى من الألفية الثالثة، انفردنا بموضوعات عديدة؛ منها قضية حفلات الرقص داخل مدارس الثانوى، والتى كانت حديث جلسات نواب البرلمان يوم طبع الجريدة، فكان غلاف "أخبار الحوادث" على كل شاشات الفضائيات، بعد أن نقلت برامج التوك شو الموضوع، وتعددت الموضوعات التى انفردت بها "أخبار الحوادث"، والتى خرجت من ملفات حقيقية، وكان لا يتعامل مع أى مطبوعةٍ إلا بعد طبع الجريدة.

 

كنت عبر الصدفة وسيطًا فى صلحٍ بين المطرب الراحل   شعبان عبد الرحيم وبينه، قصة الصلح الذى تمَّ بمعرفتى، جاءت بعد قيام تاجرٍ كبيرٍ بوسط القاهرة بدعوتى فى حضور شعبان عبد الرحيم لحفل زفاف ابنه، واشترط شعبان عبد الرحيم أن يسعى التاجر بمعارفه الجنوبيين فى إتمام الصلح  بينه وبين الوحش، الذى كان قد حرك دعوى قضائية ضده، بسبب تصريحاته بإحدى الفضائيات، عاد التاجر والهم مُصاحبٌ له، والتقى بالمعلم أدهم عمران، شيخ بندر الباعة الجائلين، الذى فور علم صديقه بهما، اتصل علىَّ وطلب منى التوسط  لحل القضية، حتى يحضر المطرب ليلة الزفاف.

 

 حضر إلى "أخبار اليوم" بصحبة والد العريس الذى طلب شعبان عبد الرحيم، وتحدثت معه لدقائق، ثم وعدته بإنهاء الخلاف، واتصلت بنبيه الوحش، وكنت أعلم أنه سيوافق على التنازل عن القضية؛ لأننى أعرف أن قلبه لا يعرف سوى الحب، هو يُدافع عن نفسه أمام اتهاماتٍ، الظروف ورطت المطرب فيها.

 

وصادقت الفرحة والد العريس بعدما وافق نبيه الوحش على التنازل؛ حتى  يفرح العريس ويتم الزفاف، وعلى الفور    اتصل والد العريس بشعبان عبد الرحيم، وزفَّ له الخبر،  وطلب التنسيق بينه وبين الوحش على لقاءٍ يعتذر فيه شعبان بنفسه عما بدر منه، وكان اللقاء الذى تمَّ فى مكتب الأخير فى جوٍ من الحب والمودة.

 

فى أول شهور عام 2010 كلَّفنى الراحل محمود صلاح، رئيس تحرير أخبار الحوادث، بتقديم قضية يكون أطرافها من المشاهير، لم يمر يومٌ واحدٌ، وكان اتصال نبيه الوحش بي، وأخبرنى بأن خالة أشهر مطربة فى العالم العربى تتهمها بالسرقة، وقدَّمت الموضوع، ونُشر غلافًا للجريدة، وبعد الطبع كانت الضجة والاتصالات، وردَّت المطربة الشهيرة عبر محاميها الكبير، ونفت بأن يكون لها خالة، وأخبرت الوحش بالرد، وطلب منى الحضور لمكتبه فى العاشرة مساءً بنفس اليوم، وكانت المفاجأة "خالة المطربة تجلس على يمينه"، بيدها كل المستندات التى تُثبت صلة القرابة، فتمَّ النشر للمرة الثانية، ولم ترد المطربة التى شعرت بأنها أخطات عندما نفت بأن يكون لها خالة.

 

 وعندما أردت أن أعرف سبب القضايا التى أقامها ضد المشاهير، قال لى إنه ليس صاحب مصلحة، هو يُدافع عن  حق المجمتع، لأنه أبٌ لبنات، وقد حرَّر مثلاً قضية ضد مخرجة شهيرة سبت بنات مصر بألفاظ خادشة، وإنه فخور بأنه كان السبب فى ترحيل مطربة الحصان من مصر، والتى صدر قرارٌ بمنع دخولها لمصر بقرارٍ من  اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية، بعد الدعوى التى أقامها حفاظًا على القيم والمبادئ.. حفظ الله مصرنا الغالية.