الجمعة 19 ابريل 2024

القاتل للضابط: القتيل صديقى وكنا نتبادل زوجاتنا

أخرى15-12-2020 | 19:55

في أوائل سنوات الألفية الجديدة، عاد زميلي محمد عبدالوهاب من قسم شرطة منشأة ناصر لا يصدق ما سمعه في مكتب رئيس المباحث، أثناء استجوابه لقاتل جاره الذي ارتكب جريمته بسبب سرقة 50 جنيها.


وقال المتهم في حضور زميلي إنه عرف أن جاره هو السارق من خلال الدجال الذي أخبره بأن من سرقه هو جاره، وهو لم يغضب لسرقة المبلغ، ولكن غضبه كان بسبب سلوك وخيانة جاره الذي كان يعتبره بمثابة الأخ والصديق.

 

وأكمل المتهم اعترافاته قائلًا، إنه ليلة الجريمة عاد لمنزله عابس الوجه، ورفض تناول العشاء، الذي تألقت الزوجة في إعداده، وكانت ترتدي ملابسًا كاشفة لمفاتنها، وفي هذه الليلة أشبه بعروس في ليلة زفافها، عيونها تفضحها بأنها تريد أن تقضي ليلة غرام في أحضان الزوج، الذي كان يتحوّل إلى "طرزان" بعد تناوله للحبوب المخدرة والمنشطة.

 

وعلى رغم إغرائها له إلا أن الزوج صدها وخرج من منزله غاضبًا مثل الأسد الجائع الباحث عن فريسة.   

 

وداست أقدامه كل المقاهي التي يتردد عليها جاره ولكنه لم يظهر في تلك الليلة، فعاد ينتظره على صخرة في مقدمة شارعه، ولحظ جاره "القتيل" السيئ أنه كان مخمورًا غير قادر على المقاومة، ونادى على جاره الذي لم يتوقع الغدر من صاحب عمره، وقبل أن يتكلم معه تقدّم نحوه وطعنه طعنات عدة على إثرها سقط ينزف دمائه.

 

وتركه ينزف واتجه لمنزله وكانت زوجته في انتظاره بنفس ملابسها الكاشفة لمفاتنها، ومع أول ضوء من نهار اليوم الجديد عثر المارة على جثمان الجار مصابًا بالطعنات، ولكنه لم يكن فارق الحياة بعد، وتم إسعافه وقبيل الوفاة بدقائق قليلة أرشد عن اسم قاتله.

 

وبعد أن كشف القتيل سر الجريمة اتجهت المباحث إلى منزل الجار القاتل، وطرق أمين الشرطة الباب، خرجت الزوجة لترى من الطارق، لم يتكلم معها أمين الشرطة، ودخل مباشرة إلى زوجها في غرفة نومه، وكان هو الآخر شبه عاريا، وطلب منه ارتداء ملابسه.

 

وداخل قسم الشرطة بدأ القاتل يتكلم قائلًا : "نعم قتلته لأنه خانني وسرقني رغم أني كنت أعتبره صديق عمري، وأفعل كل شيء من أجل أن يكون سعيدًا، وكنا نتبادل الزوجات كل فترة، هو كان يملّ من زوجته وكنت أرسل له زوجتي لتقيم معه أيامًا عدة، وكان في المقابل يرسل زوجته لي" .

 

الكلمات التي صدرت من لسان القاتل جعلت رئيس المباحث يصرخ ويلعن القاتل بأبشع الألفاظ، ولم يصدق ما يسمعه، وكان حال زميلي ينطق بكلمة واحدة؛ "لا إله إلا الله.. أستغفر الله العظيم".

 

وعاد الزميل محمد عبدالوهاب إلى الجريدة مهمومًا وأخبرني بما رأي وسمع، وقلت له إن القاتل لا يوجه له اللوم، فهو ضحية  للجهل.. قتل لأنه اعتقد أن الدجال مكشوفًا عنه الحجاب، وقد يكون جاره بريئًا، وأما قصة تبادل الزوجات فالمسئولية لا تقع عليه، فهو لا يعرف شيئًا عن دينه، ومستحيل أن يكون القاتل دخل المسجد للصلاة، وهو مغيب عن الوعي يرتكب كل الخطايا وفاقد للوعي، ونصف حياته إما مخموراَ أو مسطولًا.