السبت 20 ابريل 2024

فتنة السوشيال ميديا الإثيوبية بالعربية!

أخرى8-12-2020 | 22:52

اعتدنا على موجات مسعورة من الفتنة البشعة بين المصريين والسودانيين والإثيوبيين، على صفحات السوشيال ميديا الإثيوبية بالعربية، منذ الانتشار الكبير الذي حققته هذه السوشيال ميديا، على نفس منوال السوشيال ميديا الإسرائيلية بالعربية.

 

أكونتات فييك وملونة تدير الفتنة، ويجاريها غير الواعيين والمتطرفون من الجانبين، بخلاف الإخوان والمتأسرلين ، في موضوعات مختلفة.. هذه نفس الدائرة التى تتحرك في كل مرة، وتتصاعد النيران حتى تطال كل شيء، لتنهى على أية محاولة تقارب مهما كانت ضعيفة.

 

أما الواقعة التى نحن بصددها، فهى خبر يشير إلى فوز خطوط الطيران الإثيوبية بالمركز الأول بين خطوط الطيران في إفريقيا، على موقع جوائز السفر العالمية، وهى عموما معروفة بسيطرتها في هذه المنطقة لموقعها المتوسط للقارة، وأيضا لأن إثيوبيا دولة حبيسة، وسأصدمكم لو قلت لكم إن أسطول الإثيوبية تقريبا نفس أسطول مصر للطيران ورغم ذلك لهم الغلبة بشكل ما، بسبب عوامل عدة ذكرت بعضها، لكننا مستمرون في المنافسة بإصلاح الكثير من الأخطاء وعلاج النواقص، حتى أصبح الكثيرون يحتفون بنا بالذات في معاملة المضيفات المصريات مقارنة بالإثيوبيات، بالإضافة لدقة المواعيد في الغالب، مقارنة بالإثيوبية، لكن لايزال الحديث عن سعر التذكرة مستمرا!

 

الإثيوبيون وأغلب السودانيين والإخوان والغاضبين المصريين احتفوا بالطيران الإثيوبي وشمتوا في مصر، رغم أن الطيران المصري المدنى في المركز الثانى، وفق تقييم الموقع المحتفين به.

 

كانت هذه البداية، حتى تطرق هذا التناحر والتنابذ لكل تفاصيل المشاهد المصري والإثيوبي والسودانى، والغريب إنهم ذكروا كل شيء بكل أنواع السباب والتطاول المتبادل، ولم يذكروا حلايب، وهذا محتمل حتى لا تذكر الأراضي السودانية الكبيرة جدا التى تحتلها إثيوبيا منذ أكثر من سبعين عاما، وتم تحرير بعضها منذ أيام، بعد حرب تيجراى.

 

مثيرو الفتن هاجموا مستوى مصر للطيران، واحتفوا بالإثيوبية، رغم أن بعض السودانيين أكدوا أن معاملات الإثيوبية سيئة ورحلاتهم أسوء، ومصر للطيران تقدمت بشكل كبير.. والمتطاولون من كل الجوانب تفرغوا للغة التكريه واللعب على نواقص كل دولة، وأهان بعضهم البعض بكل أنواع السباب الذي تتصورنه والذي لا تتصورونه.

 

وكان غريبا أن المتأسرلين من كل الجنسيات، المصرية والإثيوبية والسودانية، يشبهون ما يحدث في تيجراى، بما حدث مع الإرهابيين في سيناء ورابعة!!!.. وواضح طبعا من وراء هذه الترويجات!

 

وطبيعى أن يكون "السد الإثيوبي" المحور الثابت للفتن، مهما تغير موضوعاتها، وفي الغالب السودانيين المتواجدين يقفون مع الإثيوبيين، على اعتبار أن إثيوبيا، شقيقة بلادهم،، كما يروجون لها، ويهددون المصريين بالعطش، فيما يرد المصريون بتهديدهم بضرب السد، وهكذا!!!

 

أتمنى من المصريين المهتمين بالدخول في هذه الصفحات آلا يجاروا تيارات الفتنة المتأسرلة الإخوانية، ويحاولون التهدئة وتقريب وجهات النظر، لأن تصعيد موجات التكريه الشعبي في دول حوض النيل، ليس في صالحنا، ونحن علينا مسئولية كبيرة لحماية وطننا بالكلمة والموقف الطيب، لا التطاول ومجاراة الفتن.

 

وأخيرا، فالمفارقة أن السوشيال ميديا الإثيوبية بالعربية تسخن في فترات تقطع ميلشيات آبي أحمد الاتصالات والإنترنت عن إثيوبيا، خشية أن يتم تصدير الحرب لإقليم آخر غير التيجراى، وحتى لا يعرف أحد بجرائم الحرب التى يرتكبها الحاصل على نوبل السلام ضد أبناء رئيس الوزراء الراحل ميلس زيناوى!