السبت 20 ابريل 2024

إخوان الشيطان ‏

أخرى28-11-2020 | 13:01

لا تعني عضوية جماعة إرهابية مثل الإخوان سوى أنك ستترك دينك ‏وأخلاقك وإنسانيتك على باب المرشد، وتتحول إلى وحش تنهش كل من ‏حولك بأمر ذلك المرشد، وطنا تخونه مع أعدائه، روحا تقتلها، مالا ‏تسرقه، ميتا تشمت فيه لمجرد أنه كشف وجهك القبيح للناس وقرر أن يرد ‏على شائعات الجماعة التي تتنفس كذباً وتضليلاً .‏

ولذلك لم أكن مستغرباً من شماته اتباع جماعة الشيطان في رحيل المناضل ‏الحقوقي الدكتور حافظ أبو سعدة عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان ‏ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان والذي أفنى عمره في الدفاع عن ‏قضايا الإنسان المصري وكان نموذجا للكفاح الشريف والاعتماد على ‏الذات في الحياة.‏

لقد كان لي شرف الاقتراب منه لسنوات من خلال تغطيتي لموضوعات ‏حقوق الإنسان لعدد من الصحف والمواقع المصرية ورأيت فيه نموذج ‏المواطن المصري صاحب الضمير اليقظ، وكان صاحب معارك ضارية ‏ضد نظام ما قبل يناير من أجل تعديل الدستور ومن أجل نزاهة الانتخابات ‏وتحسين الأوضاع في السجون والدفاع عن حرية الرأي والتعبير وترسيخ ‏قيم المواطنة والتسامح وقبول الآخر حتى وهو عضوا في مجلساً حكوميا.‏

تعرض لتقييد حريته في كثير من القضايا التي تحمل مسئوليتها ليحمي ‏زملائه في المنظمة، وكان حريصا على الخضوع للقانون وبابه مفتوح ‏للجميع وسألته ذات مرة عام 2005 في وقت كان التضييق على عمل ‏حقوق الإنسان مستعرا بسبب التمويل الأجنبي والمداهمات الأمنية لا ‏تتوقف، ألا تخاف مما يحدث، فقال لي بهدوء أنا مواطن شريف أدافع ‏عن حقوق المصريين ملتزما بالقانون في كل خطواتي ومكتبي وإدراجه ‏مفتوحة وميزانية المنظمة معروفة لدى وزارة التضامن والأموال ‏الموجودة في خزانة المنظمة مثبته في الدفاتر وفوق كل ذلك أثق في نزاهة ‏القضاء المصري فلماذا أخاف .‏

إخلاصه لقضايا حقوق الإنسان صنع منه شخصية حقوقية دولية مرموقة، ‏وفي نفس الوقت هدفا لجماعة الشيطان التي حاولت الاعتداء عليه أكثر من ‏مره من بينها الاعتداء على سيارته خلال حصار اتباعهم لمدينة الإنتاج ‏الإعلامي، واستهدافهم له في مقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم ‏المتحدة بجنيف حينما ذهب للدفاع عن الحق وعن إرادة الشعب المصري ‏التي تجلت في ثورة 30 يونيو، أو حينما دافع عن إجراءات فض اعتصام ‏رابعة التخريبي المسلح ثم أقر بالتحسن الموجود في السجون بعد 30 ‏يونيو وهو ما لا يعجب إخوان الشيطان بالطبع وقنواتهم المأجورة ضد ‏مصر.‏

كان أبو سعدة قوياً ومؤمنا بعدالة قضيته ومحبا لوطنه لأقصى مدى ولآخر ‏لحظة في حياته، لم يبيع مصر مثلما فعل غيره، وقرر الالتزام بالحوار ‏مع الدولة حتى تتحسن الحالة بإرادة وطنية، لم يقبل أجندات المنظمات ‏الدولية ولم يفرط في التزامه حتى مع حصار المؤسسات الدولية للمنظمة ‏المصرية ومعاقبتها بوقف تمويل مشاريعها بسبب منهجها الوطني وهو ما ‏دفعه إلى تقليل العمالة في المنظمة حتى تستمر في العمل بأقل التكاليف.‏

لقد تحول حافظ أبو سعدة إلى رمز للدفاع عن حقوق الإنسان المصري ‏بأجندة وطنية ومؤسس لطريق ومنهج سيلتحق به كل من يرفض التلاعب ‏بدينه ووطنه بينما الخزي والعار سيلاحق كل من باع وطنه وتخلى عن ‏أخلاقيات دينه وشمت في شخص بين لدى الله الآن من أجل حفنه ريالات ‏قطرية عفنة.‏