الجمعة 19 ابريل 2024

زيح الغشاوة وبلاش تعصب.. الأهلي والزمالك ماتش وهيعدي

أخرى17-11-2020 | 10:33

مباراة الأهلي والزمالك أو الزمالك والأهلي دائما ما تتسم بالتعصب والمشاحنات قبل بدايتها وأثناءها وبعد انتهائها، حتى ولو كانت مباراة ودية؛ نظرا لثقافات وعادات توارثتها الأجيال منذ مدة طويلة لم تستطع التخلي عنها، حتى ولو بمتابعة البطولات الأوروبية التي تتسم بالكرة السريعة الحديثة والمهارية والممتلئة بالأهداف والمتعة.

الباحث عن المتعة في مباريات كرة القدم ليس بالضرورة أن يكون متعصبا لفريق بعينه، ولكن هناك الانتماء للنادي وتشجيعه للفوز بالبطولات، وليس بالضرورة أن يكون هذا الانتماء في شكل من أشكال التعصب أو المشاحنة أو التشاجر لمجرد خسارة مباراة أو أداء ضعيف من فريق أمام آخر.

أنت تخصص من وقتك 90 دقيقة لمشاهدة مباراة، فاستمتع بها وانبذ أي خلاف أو مشاحنة، ابتعد عن كل ما هو سلبي أو ما يعكر صفوك، شاهد المباراة وافرح لفوز فريقك، فهي في الأخير مجرد مباراة وليست نهاية العالم، لا تستحق الدخول في مهاترات أو جدال حول تاريخ الفريقين أو عدد المرات بالفوز أو التتويج.

منصات «السوشيال ميديا» خاصة على موقعي «فيسبوك» و«تويتر» تحفل بالمناوشات من جانب الجماهير قبل المباراة بعدة أيام، وتزداد تدريجيا حتى إقامتها ثم تصعد من جانب جمهور الفريق الفائز بعد انتهائها بما يسمى «التحفيل» من جانب جمهور لا ناقة له ولا جمل في كل هذا سوى أنه منع نفسه من الاستمتاع بكرة القدم وانحدر إلى هوة الغيظ والاستهزاء والسخرية من جمهور الفريق المنافس.

ماذا سنخسر إذا ارتقينا بخلقنا حتى ولو في التشجيع؟ ماذا سنخسر إذا لم نسُبّ أو ننعت اللاعبين بأفظع الأسباب إذا أضاعوا الفرص؟ ماذا سيحدث إذا انهزم أو فاز أحد الفريقين؟.. لماذا تعتقد أنك أنت فقط الذي على حق؟.. ليست نهاية العالم بل هي مجرد مباراة وستمر مثل غيرها، وستظل أنت وصديقك تشجعان وتتابعان مرات ومرات.

المتعصبون جعلوا من انتمائهم ظاهرة «الحب الأعمى» لفريقهم، و«الكراهية العمياء» للفريق المنافس ومشجعيه، لا يقبلون الرأي الآخر، لا يرون إلا أنفسهم ولا يسمعون إلا أصواتهم فقط، يفسحون مجالا للسخرية والاستهزاء وصبّ جام غضبهم على المنافس، وهي أمور ليست من الحكمة أو العقل أن يتصف بها إنسان متزن ورشيد.

في النهاية مباراة الأهلي والزمالك أيا كانت فهي مجرد مباراة، سواء كانت في بطولة رسمية أو ودية، ولاعبو الفريقين أصدقاء خارج الملعب، فلا تتعصب، وزيح الغشاوة وكن خلوقا بعيدًا عن البذاءات والشتائم التي لا تجلب إلا الشجار والمشكلات