الجمعة 19 ابريل 2024

دوجماطيقي.. Dogmatic

أخرى13-11-2020 | 11:05

هذا المصطلح يُطلق على الرجل المتعصب الذى يعرض آراءه بتزمت وأحيانًا بعنف يوصم به الآخر، انطلاقاً من اعتقاده الحازم بأن رأيه صواب لا يحتمل الخطأ، ورأي غيره خطأ لا يحتمل الصواب .

وغالباً ما يقوم هذا الدوجماطيقى بوصم المخالف له حتى يخرجه من الإنسانية أو الدين أو .... إلخ

وبعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي أتاحت للجميع المشاركة في تناول كل القضايا حول العالم بكل حرية، ظهرت أنماط كثيرة من الشخصيات المتطرفة بالدِّين أو المتطرفة ضد الدين!

ولقد رأيت على وسائل التواصل الاجتماعي صورتين لهذا الأنموذج المتطرف :

1- شخصية المكفراتي أو المتعصب في الدين، الذي يعتبر الناس جميعاً خارج نطاق الإسلام أو خارج نطاق الاستقامة الدينية، ويعتبر نفسه البوابة الوحيدة إلى الله وإلى الإسلام !!

ومن رفض آراءه كفره أو وصمه بالفسوق والعصيان أو حرض ضده بدعوى خروجه عن الإسلام.

وقد حاولت الجماعات المتطرفة خطف الكثير من الناس وابتزازهم بهذا الأسلوب الوضيع الذى لا يمت للدين بصلة! بل هو جريمة دينية محضة !!

لقد أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسهونهى عن العصبية فى الرأى والتعصب فى الدين. وقال: "لا عصبية فى الإسلام". 

2- الصورة الثانية: صورة التعصب ضد الدين بدعوى الاستنارة ، فهو يعتبر الناس جميعاً جهلاء ومتخلفين وهو البوابة الوحيدة للحياة!

ومن ناقش آراءه أو رفضها فهو - من وجهة نظره- متطرف بشرطة !! ويظهر التسامح ويبطن مكفراتي صغير داخله !!

ويرى أن مشكلة التطرف في كل ما هو ديني!! والديني عنده متهم حتى تثبت براءته!! وبراءة الديني عنده تعني رضاه الشخصي عن الديني!!!

هاتان الصورتان تحتكران الحقيقة وهما لا يمتان للحقيقة أو للحق بصلة.

ومما هو معلوم للجميع أن صاحب  مقولة: " رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"، هو الإمام الشافعي رضى الله عنه  — المتهم معنا  — وفق العقل الدوجماطيقي.

مثل هذه المظاهر توجب علينا بذل الجُهد والجَهد على المستوى الفكري والثقافي، لتفادي معارك فيسبوكية وثقافية، أشبه ما تكون  بمعارك العرب قديماً عشرات السنين حول ناقة !!!!

ولا يخفى على عاقل تأثير ذلك على الاستقرار الاجتماعي والنفسي، وغياب لغة الحوار والتسامح.

كما يتوجب على كل مؤسسات الوعي في المجتمع دراسة هذه الظواهر ووضع حلول لها وعمل توصيات لكل مؤسسات الدولة المصرية حتى نحافظ على السلم الاجتماعي .

وليعلم الجميع أن لنا وطناً ينبغي الحفاظ على وحدته وتماسكه، كما يجب الحفاظ على قدسية الأديان ورموزها ومحاسبة كل من يشيع الفتنة ويهدد السلم الاجتماعي بها.

والله الموفق والمستعان .