الجمعة 19 ابريل 2024

السيسي وعدالة توزيع التنمية

خالد ناجح رئيس تحرير بوابة دار الهلال

مقال رئيس التحرير 25-12-2021 | 11:19

خالد ناجح

نشأت في قرية الصياد إحدى قرى مركز نجع حمادي التابع لمحافظة قنا، وأستطيع أن أرصد العديد من الظواهر السلبية التي كنا نعاني منها، سواء الفارق الضخم بين العاصمة والمحافظات الكبرى ومحافظات الصعيد بشكل عام، فضلا عن الفوارق بين المراكز في المحافظة الواحدة وصولا للقرى، فقد كنا نعاني من عدم وجود عدالة في توزيع الخدمات الحكومية بين القرى في المركز الواحد.

كانت زيارات المسئولين للصعيد حدثا تاريخيا وقد لا يتكرر وكان نواب مجلس الشعب وقتها يقومون بتحويل أي مصالح حكومية وأي خدمات تأتي  من قرية لأخرى، وكان هنا النواب يقومون بالضغط علي التنفيذيين لتحويل وحدة صحية أو مدرسة أو حتى كوبري أو رصف طريق من قرية لأخرى، وبالتالي كانت القرى التي منها النواب تعاني من تضخم في المصالح والخدمات رغم قلتها في العموم عكس القرى المجاورة لها التي تعاني الفقر المحدق من هذه الخدمات.

لكن منذ 2014 وتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم مصر اعتاد المواطن الصعيدي مشاهدة الوزراء ورئيس الوزراء بل تعددت زيارات الرئيس السيسي للصعيد وأصبح للصعيد "أسبوع افتتاحات" .

المواطن الصعيدي والقنائي بشكل خاص أصبح يتفاءل بزيارة الرئيس وأصبحت زياراته كنزول المطر يحل الخير أينما يحل الرئيس السيسي.

نحن اليوم على موعد مع افتتاح عدد كبير من المشروعات بمحافظة قنا تنقل المواطن لحياة أفضل وأصبح المواطن الآن يتحدث عن الصرف الصحي الذي كان حلما بعيد المنال، وأصبح التيار الكهربائي مستمرا لا ينقطع بل أصبحنا نتحدث عن مصانع ومناطق صناعية ومحاور وطرق واستصلاح زراعي .

زار الرئيس قرى ومناطق لم تكن تتخيل أن محافظ يزورها مثل قرية المراشدة والتي أعلنت مؤسسة "حياة كريمة" عن الانتهاء من إنشاء وتأسيس أول مكتبة من مكتبات "حياة كريمة" بالتعاون مع وزارة الثقافة بها، حيث كان قد وجه الرئيس السيسي بإنشاء مكتبة في كافة المحافظات ضمن مباردة "حياة كريمة"، إيمانًا منه بأهمية القراءة والاطلاع وهي نفس القرية التي حظيت بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بل أصبح المواطن في القرية يتحدث عن جودة الحياة بعد أن كان يمتلئ قلبه بالغيرة من القاهرة والمحافظات الأخرى القريبة من العاصمة.

أصبحنا نتحدث في قنا عن محاور وهى ثقافة جديدة علينا مثل محور الشهيد باسم فكري قنا الذي يربط بين مدينتي نقادة وقوص والشرق والغرب، ويمتد بطول 19 كم وعرض 21 متر وحارتان مروريتان بعرض 7.2 متر ورصيف للمشاة بعرض 2.5 م لكل اتجاه، ويشمل 30 عملًا صناعيًا بواقع 14 كوبري و16 نفقا، مما يساهم في حل مشكلة التقـاطعـات مع الطرق الفرعية والـترع والمصارف، بتكلفة مالية حوالى مليار و500 مليون جنيه.

يقرب المحور من مطار الأقصر الدولي وموانئ التصدير بالبحر الأحمر ما يخلق حلقة تبادل تجاري واسعة النطاق وسرعة في النقل، كما أنه يخدم مشروعات التنمية والاستثمار كمشروع المثلث الذهبي ومنطقة الصناعات الحرفية بنقادة والمنطقة الصناعية والمنطقة الاستثمارية الحرة بمدينة قفط، والتجمع العمراني بمدينة غرب قنا حيث سيساهم المحور في ربط الطريق الصحراوي الشرقي بالطريق الصحراوي الغربي عابرا نهر النيل وسيساهم في تسهيل الحركة المرورية.

كان مشروع المثلث الذهبي حلما في الماضي وأصبح الآن واقعا فهذا المشروع من أكبر وأهم المشروعات القومية الكبرى، التي تخدم منطقة جنوب مصر باعتبارها أحد المشروعات التنموية التي تعتمد على المقومات التعدينية الموجودة.

يقع المثلث الذهبي في الصحراء الشرقية، على مساحة تزيد على 2.2 مليون فدان، ما بين قنا وقفط وسفاجا والقصير، ويضم المشروع مناطق صناعية تعدينية وسياحية وزراعية وتجارية، وتحتوي المنطقة على الكثير من مقومات السياحة كالشواطئ البكر الممتدة، ومواقع أثرية كما أنها غنية بالثروات التعدينية والمحجرية، مثل الذهب والبازلت والرمال البيضاء والحجر الجيري والصخور الفوسفاتية، ويهدف ذلك المشروع إلى توجيه جزء من السكان للعيش في المنطقة الجديدة بدلا من وادي النيل، ومن المتوقع أن تستوعب حوالي 2 مليون نسمة.

لسان حال أهلي بقنا هو الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي الذي مد يد التنمية لنا بل كنا نعتقد أننا منسيون في الجنوب ولم يفكر مسئول فينا فإذا بنا نفاجئ أننا نحظى باهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي وهذا ليس غريبا على سيادته فقد امتدت يد التنمية في عهدة إلى كل شبر من أرض مصر .

لا بد من معاهدة الله ومعاهدة الرئيس علي الحفاظ على مؤسساتنا ومشروعاتنا ولا نسمح لأحد بالعبث بعد أن سطعت شمس التنمية على أرضنا الطيبة بقنا.